شهد الذهب أسوأ أسبوع له منذ الأسبوع الثاني من شهر نوفمبر، حيث بلغت الخسائر نحو 3%، مقارنة بالهبوط الذي بلغ 4.5% في نوفمبر. ورغم أن الانخفاض الذي شهده هذا الأسبوع ليس الأكثر حدة في سوق السلع الأساسية، إلا أن حجمه ملحوظ بالنسبة لقطاع الذهب. ويلقي هذا الانخفاض بظلال من الشك على المسار الصاعد المستمر لأسعار الذهب ويتحدى التوقعات الأخيرة التي توقعت مستويات 3000 دولار، بل وحتى 3100-3300 دولار للأوقية. ما هي العوامل المؤثرة في سوق الذهب؟
إبدأ بالإستثمار اليوم أو تدرّب على حساب تجريبي
قم بفتح حساب حقيقي جرب الحساب التجريبي تحميل تطبيق الجوال تحميل تطبيق الجوال
ما الذي يحرك الذهب في الآونة الأخيرة؟
كان الارتفاع الأخير في أسعار الذهب مدفوعًا بعدم اليقين الجيوسياسي والمخاوف بشأن التعريفات الجمركية المحتملة على واردات الولايات المتحدة من الذهب. وقد أدى هذا إلى زيادة حادة في أسعار الولايات المتحدة واندفاع لاستيراد الذهب قبل فرض أي قيود تجارية. كما نشأت تكهنات في الولايات المتحدة بشأن إعادة تقييم محتملة لاحتياطيات الحكومة من الذهب، والتي تقدر حاليًا بنحو 42 دولارًا للأوقية، وهو السعر الذي تم تحديده في عام 1973. وهذا يعني أن احتياطيات الولايات المتحدة من الذهب البالغة 8133 طنًا تقدر بنحو 11 مليار دولار فقط، في حين أن تعديل القيمة السوقية من شأنه أن يرفع هذا الرقم إلى 760 مليار دولار. ومن الناحية النظرية، يمكن للحكومة أن تقرر تحسين ميزانيتها العمومية من خلال بيع بعض الذهب.
وعلاوة على ذلك، كانت مشتريات البنوك المركزية محركًا مهمًا لأسعار الذهب في السنوات الأخيرة. وعلى الرغم من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي ظل على الهامش، فقد كانت البنوك المركزية الأخرى تعمل بنشاط على تجميع الذهب. وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، اشترت هذه البنوك أكثر من ألف طن من الذهب سنويا، وهو ما يمثل نحو ربع الطلب والإنتاج العالميين. وعلاوة على ذلك، شهدت صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب تدفقات كبيرة، حيث أضيفت أكثر من مليون أوقية في فترة قصيرة.
ما الذي يسبب عمليات البيع المكثفة؟
لقد أدت عمليات البيع المكثفة في وول ستريت وإعادة التوازن في المحفظة الاستثمارية في نهاية الشهر إلى إثارة الطلب على السيولة والنقد. وقد تم استخدام الذهب، باعتباره أحد الأصول عالية السيولة، لتلبية هذه المطالب. ربما أُجبرت الصناديق والمستثمرون على إغلاق مراكزهم في أعقاب الانحدار الأخير في سوق الأسهم، مما أدى إلى عمليات بيع مكثفة في الذهب. هذا الوضع يذكرنا بظروف السوق التي شهدناها في عام 2020. والجدير بالذكر أن الذهب شهد في كثير من الأحيان عمليات بيع مكثفة إلى جانب انخفاضات وول ستريت في الأشهر الأخيرة. ومن المرجح أن تواجه صناديق الاستثمار المتداولة في الذهب ضغوطًا لبيع بعض حيازاتها في الأمد القريب.
التوقعات
على الرغم من عمليات البيع الأخيرة، فمن السابق لأوانه إعلان انعكاس الاتجاه. لا يزال السوق محفوفًا بعدم اليقين، بما في ذلك التعريفات الجمركية المحتملة، والحرب الجارية في أوكرانيا، والوضع غير المحلول في الشرق الأوسط. قد يجذب التصحيح الأخير للأسعار مشترين جدد ويشجع المستثمرين الحاليين على إعادة دخول السوق.
اخترق الذهب مستوى دعم رئيسي عند 2850 دولارًا للأوقية ومتوسط الحركة على مدى 25 فترة. يقع مستوى الدعم التالي عند حوالي 2810 دولارًا، بالتزامن مع نطاق التصحيح الرئيسي السابق في ديسمبر 2024. قد يشهد المزيد من الانخفاض دعمًا عند 2700 دولار، وهو ما يتماشى مع نطاق التصحيح في نوفمبر وخط الاتجاه الصعودي من الأشهر الأخيرة.