الإستثمار في ظل التوترات الجيوسياسية

أهم النقاط 

• المخاطر الجيوسياسية تعني التقلبات السياسية و الإقتصادية الناجمة عن التوترات العالمية، الحروب، و تغيرات السياس التي يمكن أن تؤثّر بشكل معتبر على أسعار الأصول.
• الإستثمار في ظل التوترات الجيوسياسية يتطلّب فعم كيفي تأثير هذه المخاطر على مختلف أقسام الأصول. يمكن لبعض الأصول الربح بشكل معتبر خلال هذه الأحداث، و يمكن للبعض مواجهة الإنهيارات.
• موجات العولمة دعّمت الإقتصادات و الأسواق العالمية خلال العقود الأخيرة. إذا تغيرت هذه الموجة، على المستثمرين تحليل كيف يمكن أن يؤثّر ذلك على حافظتهم المالية.
• بعض الأصول، مثل البضائع، المعادن الثمينة و أسهم الدفاع، يمكن أن تربح خلال قترات عدم الإستقرار الجيوسياسي. مع ذلك، رد الفعل هذا غير مضمون و ليس من السهل التنبؤ به أبداً.
• التنويع عبر التركيز على الأسهم الأقل ضعفاً، التحوّط أو تجميع الأصول غير المرتبطة في الحافظة يمكن أن يساعد على تقليل المخاطر.
• تحليل أسهم الطيران و الفضاء بالإضافة إلى الدفاع، السلع الأساسية للمستهلك و المرافق العامة، المعادن النفيسة و السلع الخفيفة، و أيضاً البتكوين و مؤشّر الخطر VIX يمكن أن يمنح المستثمرين القدرة على تخطّي هذه التوترات الجيوسياسية.

التوتّرات السياسية، تتنوع من الخلافات الدولية إلى الحروب التجارية و عدم الإستقرار السياسي، يمكن أن تنتج إضطرابات معتبرة في الأسواق المالية. كل إضطراب يمكن أن يكون فرصة، لكن بعض الأحداث غير المتوقعة يمكن أن تؤدي إلى تصحيحات و أزمات سوقية معتبرة. يمكن أن تؤدي التوتّرات التجارية العالمية إلى إضطراب أسعار الأصول و عرقلة النشاطات الإقتصادية العالمية. الإجابة على السؤال كيف تتخطى هذه التحديات يمكن أن يكون مهماً للمحافظة على محفظة إستثمار قوية. هذا المقال سيكشف عن كيفية الإستثمار في ظل التوترات الجيوسياسية، مبرزاً ما هي الأصول الأقل ضعفاً و ما هي تلك التي يمكن أن تستفيد من مثل هذه الفترات من عدم الإستقرار.

ما هي المخاطر الجيوسياسية؟

تتضمن المخاطر الجيوسياسية مجالا واسعاً من الإضطرابات السياسية و الإقتصادية التي تنشأ من الخلافات، التغيرات السياسية، و العلاقات الدبلوماسية بين البلدان. تاريخ العالم يعرف هذا الموضوع جيداً. خلال كل فترة تقريباً، تنشأ بعض التوترات الجيوسياسية؛ أحياناً تؤدي إلى خلافات عسكرية. بعض المستثمرين،مثل راي داليو Ray Dalio من مؤسسة بريدج واتر يشرح هذا الموضوع بعمق أكبر. إليك بعض الأمور البارزة في هذا الموضوع. إذاً، المخاطر الجيوسياسية تتضمن:

• الحروب و الخلافات: الحركات العسكرية و النزاعات الإقليمية يمكن أن تعرقل سلاسل التوريد و تؤثّر على أسعار السلع، و أيضاً تكلفة شحن البضائع. يمكن لهذه الفترات أيضاً أن تدعم أسهم الدفاع و مجال الفضاء و الطيران، الذين يمكن أن يكونوا المستفيد المباشر من الصراعات و رفع المصاريف المالية عبر قطاع الدفاع.
• الحروب التجارية: يمكن للتعريفات الجمركية و الحواجز التجارية أن تؤثر على التجارة الدولية، مؤثّرة بدورها على الصناعات المعتمدة على الصادرات و النمو الإقتصادي العالمي. يُظهر التاريخ أن هذا النوع من الأشياء حدثت عدة مرات منذ القدم، من حروب نابليون إلى أيامنا هذه. بصفة عامة، لا تحب الأسواق العالمية و المتداولون أي حواجز خارجية، مثل التنظيمات المعرقلة للتجارة.
• عدم الإستقرار السياسي: التغيرات في الحكومات، الإضطرابات السياسية، و التغييرات التنظيمية يمكن أن تصنع الإضطراب في أوساط الأعمال و المستثمرين. أيضاً، التحولات المعتبرة، المدعوة "تغيرات البحر" في الشراكات الإقتصادية العالمية يمكن أن تؤثّر على الأسواق.
• العقوبات: يمكن للعقوبات الإقتصادية المفروضة من بلد على آخر أن تحد من الوصول إلى الأسواق و الموارد. على سبيل المثال، مثل هذه العقوبات يمكن أن تؤثر على التكنولوجيات العالية مثل أشباه الموصلات أو الذكاء الإصطناعي و الشركات و مورديها التي تعمل في هذا المجال.

الجيوسياسة

الجيوسياسة هي دراسة كيفية تأثير العوامل الجغرافية على السياسة العالمية و ديناميكيات القوة. هي تتناول الأهمية الإستراتيجية للمواقع، المصادر، و الحدود الإقليمية. تحلّل الجيوسياسة العلاقات بين الأمم، متضمنة الصراعات، التحالفات، و التبعيات الإقتصادية. تأخذ بعين الإعتبار تأثير الموارد الطبيعية مثل النفط، الغاز، و المعادن على العلاقات الدولية. تبحث الجيوسياسة أيضاً في كيفية تشكيل العوامل الثقافية، التاريخية، و الإيديولوجية للسلوكات السياسية للبلدان. في آخر المطاف، هي تساعد على فهم كيفي تأثير العوامل الجغرافية على الأمن الوطني و العالمي و كذا القرارات السياسية.

تأثير المخاطر الجيوسياسية على أسعار الأصول

يمكن للمخاطر الجيوسياسية التأثير بشكل معتبر على أسعار الأصول بطرق متنوعة:

1. الإضطراب المرتفع: عدم اليقين يؤدي إلى إضطراب السوق مع تفاعل المستثمرين مع الأخبار و التطورات.في تلك الظروف عادةً، يرتفع مؤشّر الخوف VIX ، بينما الأصول المحفوفة بالمخاطر مثل الأسهم و العملات الرقمية تتساقط.
2. أصول الملاذ الآمن: يمكن أن يحوّل المستثمرون أصولهم لإستثمارات أكثر أمانا، مثل الذهب و السندات الحكومية، خلال أوقات عدم اليقين الجيوسياسية. أيضاً، يمكن للدولار الأمريكي أن يكون المستفيد من هذا النوع من التوترات. يعرف عن الذهب و الدولار الأمريكي أنهما يمثلان أصول ملاذ آمن.
3. تذبذبات العملات: يمكن أن يؤدي عدم الإستقرار السياسي إلى إنخفاض أو إرتفاع في العملة، مؤثّراً على الإستثمارات العالمية. على سبيل المثال، تقوّي العملة في دولة أين يعتمد سوق الأسهم على الشركات الموجه للتصدير يمكن أن يكون إشارة صدمة للمستثمرين (الإنهيار الياباني في أوت 2024).
4. التأثير القطاعي: بعض القطاعات مثل الدفاع، الطاقة، و السلع، يمكن أن تتأثر مباشرة بالأحداث الجيوسياسية. أحياناً، السلع الخفيفة (القمح، فول الصويا ..إلخ) تربح في ظل توترات الحرب، بسبب مخاطر الصدمة على المخزون العالمي، أيضاً، أسهم الدفاع يمكن أن تكون المستفيد من التوترات العالمية المرتفعة.

 تاريخياً، أشّر إنخفاض أسعار النفط و إرتفاع مؤشر الخوف VIX إلى تصحيحات في S&P500 . التوترات الجيوسياسية عادة بتأثيرها على مخزون النفط، لديها الإمكانية لرفع أسعاره عالياً، بينما إرتفاع مؤشر الخوف VIX يعتمد على الظروف عندما تحدث الحروب و الصدمات الجيوسياسية الأخرى، ضاغطة أكثر أو أقل على تقييمات سوق الأسهم. على سبيل المثال، الهجوم على أكرانيا من طرف روسيا في 2022 لم يسبّب ضغطاً على وول ستريت لأن الشركات الأمريكية لم تكن مرتبطة بصفة عالية بكلا الإقتصادين. رغم ذلك، أي صراع أوسع في تايوان، الصين أو الشرق الأوسط لديه القدرة على إحداث حالة هلع في الأسهم. الماضي لا يضمن النتائج المستقبلية. المصدر: أبحاث XTB.

الأصول الأقل ضعفاً

الإستثمار في الأصول التي تكون أقل تعرضاً للمخاطر الجيوسياسية يمكن أن يساعد على حماية محفظتك المالية. غالباً ما توفّر هذه الأصول الإستقرار خلال الأوقات العصيبة.

1. المعادن النفيسة: الذهب و الفضة من الأصول التي تمثّل ملاذا آمنا تقليديا و التي تميل للأداء الجيد خلال الفترات العصيبة.
2. السندات الحكومية: يمكن للسندات الحكومية عالية الجودة، خاصة من الدول المستقرة، أن تمنح بعض الأمان و العائدات الثابتة.
3. أسهم الدفاع: يمكن أن تستفيد الشركات التي تعمل في قطاع الدفاع من الإنفاق الحكومي المرتفع على الجيش و الدفاع.
4. أسهم المرافق العمومية: توفّر المرافق العمومية الخدمات الأساسية و غالباً ما يكون لديها أرباح منظّمة، مما يجعل أقل إضطراباً.
5. العقار: يمكن أن نمنح العقارات في المناطق المستقرة دخلاً ثابتاً مع إمكانية إرتفاع قيمتها، بغض النظر عن التوترات الجيوسياسية.
6. البضائع عالية الفخامة: يمكن لبضائع الرفاهية عالية القيمة مثل السيارات الخارقة أو حقائب اليد أن ترتفع في القيمة بغض النظر عن التوترات الجيوسياسية و تحولات الشعور القصيرة المدى.

الأصول التي يمكن أن تستفيد من التوترات الجيوسياسية

يمكن لبعض الأصول فعلياً أن تكسب قيمة بسبب إنحسار العولمة، التوترات العالمية، و الحروب.

1. الدفاع و الطيران: يمكن للإنفاق الدفاعي المرتفع تعزيز المداخيل لمتعاقدي الدفاع و شركات الطيران.
2. السلع الطاقوية: يمكن لأسعار النفط و الغاز الطبيعي أن ترتفع و الذي يعود إلى تذبذب المخزون بسبب الصراعات.
3. السلع الزراعية: يمكن للقيود و العقوبات التجارية أن تؤثّر على سلاسل التوريد الزراعية، مع إمكانية إرتفاع الأسعار.
4. أسهم الأمن السيبراني: يمكن للتوترات المرتفعة أن تؤدي إلى تزايد الطلب على حلول الأمن السيبراني للحماية ضد التهديدات السيبرانية.

العائدات من الإستثمار منذ جانفي 2000

العائدات من الإستثمار منذ جانفي 2018

كما يمكن أن نرى في المخطّط، حرب روسيا – أكرانيا أثرت على التوترات العالمية، و منذ ذلك الحين إرتفعت أسهم الطيران و الدفاع، مع قيادة راينميتال الألمانية Rheinmetall لـ "بحر التغيير" في تقييم و آفاق قطاع الدفاع. تظهر المخططات أكبر أسهم الدفاع الأمريكية و الأوروبية على مستويين وقتيين (من 2000 إلى 2024 و من 2018 إلى 2024). تذكّر أن الأداء الماضي ليس مؤشّراً للنتائج المستقبلية. المصدر أبحاث XTB، Bloomberg Finance L.P.

الإستراتيجيات

الإستثمار خلال فترات التوترات الجيوسياسية يتطلب إستراتيجية جد مدروسة و أحياناً تسيير نشط للمخاطر. الذي يهم أكثر هو المستوى العالي من الوعي حول إضطراب سوق الأسهم. إليك بعض الإستراتيجيات و التقنيات التي تسمح بتقليل المخاطر و تحسين حافظتك الإستثمارية تحت مثل تلك الظروف. تذكر، هذه ليست نصيحة إستثمارية، كل حقبة صراع و تفاعل للأحداث الغير متوقعة يمكن أن يكون مختلفاً. أيضاً، الأداء السابق لا يضمن النتائج المستقبلية.

1- التنويع

• التنويع الجغرافي: أنشر إستثماراتك عبر عدة بلدان و مناطق لتقليل التعرض لأي حدث جيوسياسي فردي. الإستثمار في كل من الأسواق المتقدمة و النامية يمكن أن يوازن المخاطر و العائدات.
• تنويع القطاعات: إستثمر في قطاعات متعددة، مثل التكنولوجيا، الرعاية الصحية، المرافق العامة، و أساسيات المستهلك لتجنب الإعتماد الزائد على صناعة واحدة فقط التي يمكن أن تتأثر بشكل سيئ من المشاكل الجيوسياسية.

2- أصول الملاذ الآمن

• المعادن النفيسة: حدّد جزءً من حافظتك المالية للذهب، الفضة، و المعادن الثمينة الأخرى التي تميل للإحتفاظ بقيمتها أو حتى الزيادة خلال الأوقات الجيوسياسية العصيبة.
• السندات الحكومية: إستثمر في السندات الحكومية ذات النوعية العالية من البلدان المستقرة. هذه الأخيرة تعتبر عامةً منخفضة المخاطر و يمكن أن تمنح مصدر دخلٍ ثابت.

3- الأسهم الدفاعية

• المرافق العامة: شركات المرافق العامة غالباً ما لديها عائدات منظّمة و تتأثر أقل بالدورات الإقتصادية، مما يجعلها إستثماراً أضمن خلال الفترات المضطربة.
• أساسيات المستهلك: الشركات التي تنتج البضائع الأساسي، مثل الغذاء و المنتجات المنزلية، تميل للأداء الجيد خلال التقلبات الإقتصادية.

4- الأصول المنتجة للمدخول

• أسهم الأرباح الموزّعة: إستثمر في الشؤكات التي لديها سجل قوي في دفع أرباح موزعة ثابتة و متنامية. يمكن لمدخول الأرباح الموزعة أن يمنح إحتياطا ضد إضطراب السوق.
• صناديق الإستثمارات العقارية REITs: يمكن لهذه الصناديق توفير دخل ثابت من خلال كراء العقارات، التي من غير المحتمل تأثرها كثيراً بالأحداث الجيوسياسية قصير المدى.

5- الإستثمارات البديلة

• السلع: بالإضافة إلى المعادن الثمينة، خذ بعين الإعتبار الإستثمار في السلع مثل النفط، الغاز الطبيعي، و المنتجات الفلاحية، التي يمكن أن تؤدي جيداً خلال التشويش على المخزون المتسب من التوترات الجيوسياسية.
• الإستثمارات في البنية التحتية: أصول البنية التحتية، مثل الطرق السيارة المدفوعة، المطارات، و المرافق العامة، يمكن أن توفّر عائدات ثابتة و غالباً ما تكون أقل ضعفاً للمخاطر الجيوسياسية.

تقنيات تقليل المخاطر 

هناك عبارة تقول لنا أنه "خلال إنهيارات السوق، كل إرتباط أصول ينزل إلى 1". مع ذلك، هذه ليست نظرة جدية. لكنها بالتأكيد إشار، أنه خلال إضطرابات السوق متأثراً بالتوترات الجيوسياسية، يمكن أن تكون هناك مجموعة أصول واسعة تنهار قيمتها بمجرد شعور سوق الأسهم، بدون أي أساسيات تبرّر هذا التغيير. لنفكّر في أساليب تقليل المخاطر.

1- النقود و البحث عن الفرص

• إحتياطيات النقود: حافظ على إحتياطي نقود مناسب لإغتنام فرص الشراء خلال إنهيار السوق. توفّر النقود أيضاً شبكة أمان خلال أوقات الإضطراب المرتفع. يمكن للمستثمرين البحث عن الفرص أيضاً خارج الأصول المتأثرة مباشرة بالصراع أو الحرب التجارية.
• الأصول المسالة: إستثمر في الأصول التي يمكن تحويلها إلى نقود بسرعة بدون خسارة معتبرة للقيمة، بذلك تضمن أن لديك المرونة للإستجابة لظروف السوق المتغيرة. أيضاً، تقريباً دائماً يوجد مجموعة من الأصول التي تخسر بسبب البيع السوقي بدون أي أساسيات تبرّر تلك الحركة.

2- التحوّط و العقود الآجلة

• تحوّط العملات: إستعمل إستراتيجيات تحوّط العملات للحماية من مخاطر الصرف الأجنبي، خاص إذا كنت تملك إستثمارات في دول بعملات مضطربة. أيضاً يمكن للمستثمرين مراقبة أسعار هذه الأصول مثل النفط، القمح أو مؤشر الخوف VIX لمحاولة التربّح من تحولات الشعور.
• الخيارات و العقود الآجلة: يمكن للمستثمرين المهنيين إستعمال العقود الآجلة للتحوّط من الخسائر المحتملة في حافظة المالية. هذه الوسائل المالية يمكن أن توفّر الحماية خلال فترات الإضطراب العالي.

3- مراجعة المحفظة المالية

• إعادة التوازن: راجع و أعد توازن حافظتك المالية بصفة منتظمة لضمان بقائها على خط واحد مع أهدافك الإستثمارية و قابليتك للمخاطرة. يمكن لهذا أن يساعدك في المحافظة على مستوى مناسب من التنوع و تجنب التعرض الزائد لأي قسم أصول منفرد.
• إختبار التحمّل: قم بإختبارات التحمّل على حافظتك المالية لتقييم أدائها تحت عدة سيناريوهات جيوسياسية. يمكن لهذا أن يساعد على تحديد نقاط الضعف الممكنة و تعديل إستراتيجيتك على حسب ذلك.

4- البقاء مطّلعاً

• راقب التطورات الجيوسياسية: إبقَ مطّلعاً حول الأحداث العالمية، التغيرات السياسية، و تحولات السياسة التي يمكن أن تؤثر على إستثماراتك. بكونك نشطاً يمكن أن يساعد على توقع تحركات السوق و القيام بتعديلات فورية.
• المؤشرات الإقتصادية: أترك عيناً على أهم المؤشرات الإقتصادية، مثل نسب التضخم، أسعار الفائدة، و نمو الناتج المحلي الإجمالي GDP، التي تستطيع أن توفّر رؤية للتأثير الإقتصادي الواسع للأحداث الجيوسياسية. تذكر، أن سوق الأسهم لا يعمل بطريقة رياضية بحتة.

الإستراتيجيات – أمثلة

في الأسفل، سنقدّم سيناريوهات لصراعين جيوسياسيين، في الشرق الأوسط و الصين. ليست نصيحة إستثمارية، فقط "سيناريوهات نظرية" التي تستطيع إعطاء أحدهم الفرصة للتفكير حول التنويع و التخطيط الإستراتيجي بطرق مختلفة. أيضاً، طالما لا يوجد أي إشارة تستطيع ضمان أي حرب، أو الشرق الأوسط، أوروبا أو الصين، سلوك المستثمرين يمكن أن يفضّل الأصول التي سيكون أداءها محتشما إذا ما صعدت توترات جيوسياسية جدية. إليك التفصيل.

السيناريو 1: إرتفاع التوترات في الشرق الأوسط

لنفرض وجود توترات متصاعدة في الشرق الأوسط، متسببة في عدم اليقين حول المخزون العالمي للنفط و إرتفاع إضطراب السوق. إليك كيف يمكن أن تطبّق الإستراتيجيات و تقنيات تقليل المخاطر المناقشة:

1- التنويع

• إستثمر في شركات الطاقة خارج الشرق الأوسط لتقليل التعرض المباشر للمنطقة.
• خصّص الأموال لقطاعات أقل تأثراً بأسعار النفط، مثل المرافق العامة و الرعاية الصحية.

2- أصول الملاذ الآمن

• ضاعف إمتلاك الذهب و سندات الخزانة الأمريكية للتحوّط من إضطراب السوق.

3-الأسهم الدفاعية

• أضف أسهم المرافق العامة و أساسيات المستهلك لحافظتك المالية لإستقرارهم و عائداتهم الثابتة.

4- الإستثمارات البديلة

• فكّر في الإستثمار في السلع الزراعية التي يمكن أن تستفيد من تذبذب المخزون.

5- التحوط

• إستعمل تحوط العملات للحماية من التذبذبات الممكنة في عملات الدول المصدّرة للنفط.

6- المضاربة

• حلّل تذبذبات مؤشر الخوف VIX و إنتبه، هل يؤدي صراع الشرق الأوسط إلى تحولات في الشعور، مرسلا مستقبل مؤشر الخوف أعلى.

7-  مراجعة المحفظة المالية

• قم بإختبار إجهاد لتقييم كيفية أداء محفظتك في حالة قفز أسعار النفط أو تصاعد التوترات الجيوسياسية أكثر.
• أعد موازنة حافظت المالية لضمان بقائها متوافقة مع قابليتك للمخاطرة و أهدافك الإستثمارية.

8- البقاء مطلعاً

• راقب الأخبار و التحليلات المتعلّقة بتطورات الشرق الأوسط و أسواق النفط العالمية.
• حافظ على تتبع المؤشرات الإقتصادية التي يمكن أن تؤشّر إلى تأثيرات واسع على النمو العالمي.

9- المحافظة على السيولة

• إضمن أن لديك إحتياطات نقدية كافية لأخذ أفضلية فرص الشراء الممكنة في حال ما بالغت الأسواق في رد الفعل على الأخبار الجيوسياسية.

السيناريو 2: حرب الصين – الولايات المتحدة الأمريكية أو محاصرة تايوان

لنفرض أن هناك تصعيد معتبر في التوترات بين الصين و الولايات المتحدة الأمريكية، و إمكانية أن تؤدي إلى صراع عسكري أو حصار تايوان. يمكن لهذا السيناريو أن يعرقل سلاسل التوريد العالمية، يؤثر على التجارة العالمية، و يزيد من إضطراب السوق. إليك كيفية تطبيق مختلف الإستراتيجيات الإستثمارية و تقنيات تقليل المخاطر:

التنويع

• التنويع الجغرافي:

ضاعف الإستثمارات في المناطق الأقل تعرضاً لتوترات الصين – الولايات المتحدة الأمريكية، مثل أوروبا، أمريكا اللاتينية، أو إفريقيا. هذا يقلّل الإعتماد على الإقتصادات الداخلة مباشرة في هذا الصراع.

• التنويع القطاعي:

خصّص الأموال لقطاعات تعتمد أقل على سلاسل التوريد العالمية، مثل الرعاية الصحية، المرافق العامة، و أساسيات المستهلك المحلية، التي يمكن أن تكون أقل تأثراً بالعراقيل التجارية.

صفر عمولة للاستثمار في الأسهم والصناديق المتداولة في البورصة (ETFs)

*0% عمولة لحجم تداول شهري يصل الي 100,000 يورو. سيتم فرض عمولة بنسبة 0.2% على المعاملات التي تزيد عن هذا الحد (الحد الأدنى 10 يورو). قد تنطبق تكلفة تحويل العملات 0.5%.

افتح حساب

• إستثمر في القطاعات غير التكنولوجية:

بما أن التكنولوجيا قطاع مهم في ديناميكية الخلاف بين الصين و الولايات المتحدة الأمريكية، فكّر في التنويع إلى القطاعات غير التكنولوجية مثل المالية، بضائع الإستهلاك، و الزراعة لتقليل التعرض لمشاكل سلاسل التوريد الممكنة في قطاع التكنولوجيا.

أصول الملاذ الآمن

• الذهب و المعادن النفيسة:

إرفع إمتلاكك للذهب و المعادن الثمينة الأخرى، بما أن هذه ينظر إليها أنها أصول ملاذ آمن خلال الإضطرابات الجيوسياسية و يمكن أن تحمي من التضخم و إنخفاض قيمة العملة.

• سندات الخزانة الأمريكية:

خصص أكثر لسندات الخزانة الأمريكية، و التي تعتبر أحد أضمن الإستثمارات عالمياً، موفرة الإستقرار في ظل التقلبات السوقية.

• الين الياباني و الفرنك السويسري:

فّكر في زيادة التعرض لعملات مثل الين الياباني و الفرنك السويسري، التي غالبا ما ينظر إليها كعملات ملاذ آمن خلال التوترات العالمية.

الأسهم الدفاعية

• المرافق العامة و أساسيات المستهلك:

أضف أسهم المرافق العامة و أساسيات المستهلك أكثر لحافظتك المالية. توفر هذه القطاعات عادةً عائدات مستقرة و هي حساسة أقل للدورات الإقتصادية، مما يجعلها أَكثر أمانا خلال الأزمات الجيوسياسية.

• الرعاية الصحية:

إستثمر في شركات الرعاية الصحية، التي تميل لتكون مقاومة في أوقات الشكوك الإقتصادية، مع بقاء الطلب على خدمات الرعاية الصحية مستقرة نسبياً.

الإستثمارات البديلة

• السلع الزراعية:

فكّر في الإستثمار في السلع الزراعية، التي يمكن أن تشهد طلباً متزايداً إذا تعرقلت سلاسل التوريد. على سبيل المثال، فول الصويا، الذرة، و القمح يمكن أن تكون بدائل إذا ما تأثرت البضائع الأخرى.

• إستثمارات البنية التحتية:

أنظر في تمويلات البنية التحتية أو الشركات التي توفر الخدمات الأساسية. غالبا، البنية التحتية أقل تأثراً بمسائل التجارة الدولية و يمكن أن تمنح عائدات مستقرة طويلة المدى.

التحوّط

• تحوط العملات:

إستعمل إستراتيجيات تحوط العملات للحماية من التذبذبات في الدولار الأمريكي و اليوان الصيني، الذي يمكن أن يكون مضطرباً بسبب الحرب التجارية أو العقوبات.

• الخيارات و العقود الآجلة:

وظّف الخيارات و العقود الآجل للتحوط من مشاكل السوق المحتملة. على سبيل المثال، ضع خيارات على أهم المؤشرات الذي يمكن أن يوفّر حماية من النزول إذا تفاعلت ملكية الأسواق بسلبية إتجاه التوترات المتصاعدة.

المراجعة المنتظمة للمحفظة المالية

• إختبار الإجهاد:

قم بإختبارات إجهاد منتظمة على حافظتك المالية لتقييم مدى مقاومتها للسيناريوهات المحتملة، مثل العراقيل في سلاسل توريد أشباه الموصلات أو زيادة التعريفات الجمركية على البضائع.

• إعادة الموازنة:

أعد موازنة حافظتك المالية لضمان بقائها متوافقة مع قابليتك للمخاطرة و أهدافك الإستثمارية. عدّل التخصيصات بالإعتماد على تطورات الساحة الجيوسياسية و ظروف السوق.

البقاء مطّلعاً

• مراقبة الأخبار و التحليلات:

حافظ عن قرب على معرفة التطورات المرتبطة بعلاقات الصين – الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة أي حركات دبلوماسية، تحركات عسكرية، أو عقوبات تجارية التي يمكن أن تؤثر على الأسواق العالمية. تذكر أن أي إشارة جدية لتخفيف التوترات يمكن أن تتسبب في تحولات عملاقة للسوق.

• المؤشرات الإقتصادية:

تتبع المؤشرات الإقتصادية التي يمكن أن تؤشر إلى تأثيرات واسعة على النمو العالمي، مثل بيانات مؤشر مديري المشتريات للتصنيع، أحجام التجارة العالمية، و مؤشرات ثقة المستهلك.

المحافظة على السيولة

• إحتياطيات النقود:

إضمن أن لديك إحتياطات نقدية كافية لأخذ أفضلية فرص الشراء الممكنة في حال ما بالغت الأسواق في رد الفعل على الأخبار الجيوسياسية. يمكن للسيولة توفير المرونة في تعديل إستراتيجيتك الإستثمارية.

• الولوج لخطوط إئتمانية:

حافظ على الولوج لخطوط إئتمانية أو منتجات إستثمارية سائلة التي يمكن تحويلها بسرعة لنقود في حال الحاجة، و التي توفّر إستقراراً مالياً إضافياً.

هام: تذكر أن الأداء الماضي (أيضا "أقوال" المحللين) لا تضمن الأداء المستقبلي العالي. أكثر من ذلك، عادة، إذا كان شيء معروف جيداً في الأسواق، من الصعب إنتظار عائدات مذهلة منه. التصرف تماما بنفس طريقة إجماع السوق يعني خسارة فرصة نتائج ممتازة (لكن أيضاً ضعف أداء السوق). خلال أي حرب تجارية أو توترات، يمكن للأصول مفاجأة المستثمرين بينما المستثمرون المتوجهون إلى تحليلات عميقة و القطاعات الإقتصادية غير الشعبية، يمكن أن يبحثوا عن أفضليتهم بسرعة، بعدها يجد السوق طريقه إليها. تفكير الدرجة الثانية و بعض الدرجة من العدوانية، مدعومة بوعي المخاطرة يمكن أن يكون أفضلية معتبرة عند الإستثمار في ظل التوترات الجيوسياسية.

الأسئلة المتكرّر طرحها FAQ