هل ترغب في معرفة كيفية اختيار أفضل الشركات للاستثمار فيها؟ تعرف على أهم العوامل التي يجب على المستثمرين أخذها في الاعتبار عند شراء الأسهم.
مقدمة
قد يبدو اختيار أفضل الأسهم للشراء مهمة صعبة. في كثير من الأحيان. تحظى العديد من الشركات الواعدة بتقدير كبير لكن يعتقد المستثمرون أنها فقاعات، في حين أن الأسهم ذات السعر المنخفض لنسب الأرباح أو للعوائد المرتفعة قد تبدو جذابة لكنها في بعض الأحيان تفشل أيضًا. لا توجد طريقة مثبتة وفعالة دائمًا لاختيار أفضل الأسهم للاستثمار فيها. ومع ذلك، لايزال الناس يحاولون لسنوات عديدة اختيار أفضلهم المحتملين ومن غير المرجح أن يتغير ذلك في أي وقت قريب. على الرغم من الظهور المتزايد لصناديق المؤشرات منخفضة التكلفة، يُقال إن الاستثمار النشط سيستمر حيث أن حصة السوق المرتفعة من صناديق الاستثمار المتداولة وصناديق المؤشرات سيخلق فرصًا لانتقاء الأسهم النشطة. في هذه المقالة سوف ندرس أفضل الممارسات للمستثمرين والمعايير الرئيسية فيما يتعلق بالبحث عن أفضل الشركات للاستثمار فيها.
لماذا نستثمر في الأسهم؟
لنبدأ بفكرة الاستثمار، لماذا يجب على الناس بذل جهد للاستثمار على أية حال؟ بينما يرتبط الاستثمار دائمًا بالمخاطرة، فإن مخاطر عدم امتلاك الأسهم على المدى الطويل قد تكون أكبر. فكر فقط في إيداع مدخراتك في أحد البنوك وسط بيئة أسعار فائدة منخفضة. في كثير من الحالات يكون من المستحيل تقريبًا كسب فائدة في أحد البنوك الآن. إذا تمكن الناس من إدراك معادلة واحدة فقط من عالم المالية، فمن المحتمل أن يتعرفوا على الفائدة المركبة، والتي تفترض إعادة استثمار أرباحك التي ستكسبك فائدة أيضًا. قد يُنظر إلى تلك الفكرة على أنها معادلة سرية للمستثمرين الناجحين على المدى الطويل.
الفائدة المركبة = الاستثمار الأوّلي × (1 + i) n
Compound Interest=Initial Investment ×1+in
يرجى العلم أن المعلومات المقدمة تشير إلى بيانات الأداء السابق وهذا ليس مؤشرًا موثوقًا للأداء المستقبلي.
يبدو أن الاستثمار السنوي لمبلغ 1,200.00 دولارًا أمريكيًا (أو بعملتك المحلية) أمرًا واقعيًا لمعظم الناس. من الناحية التاريخية، كانت المخاطرة هي أفضل استراتيجية فيما يتعلق بمعدل العائد النهائي. المصدر: The Motley Fool (fool.com).
لقد بذلنا قصارى جهدنا لشرح بعض المصطلحات الأساسية (من ضمنها: الأسهم، البورصة، التحليل الأساسي مقابل التحليل الفني، التداول مقابل الاستثمار) في مقالتنا بعنوان "الاستثمار في الأسهم - ما هو تداول الأسهم؟" <رابط>. قد تفيد هذه المعلومات المستثمرين والمتداولين المبتدئين.
أهداف الاستثمار وأنماطه
بعد شرح قوة الاستثمار، تجدر الإشارة إلى أنه يجب على المستثمرين معرفة أهداف ونمط استثمارهم قبل شراء الأسهم. يبدو أن توضيح أهدافك أمر بسيط للغاية: هل هو تحقيق معدل نمو طويل الأجل لأسعار محفظتك؟ أم أنك تنوي جني الأموال من خلال توزيعات الأرباح؟ هل تدخر للتقاعد (للأفق الزمني 30/40/50 سنة)؟ أم أن أهدافك هي تحقيق معدل عائد لائق خلال عقد من الزمن، وحينها تشتري سيارة جديدة أو منزل جديد؟ قد يكون لدى بعض المستثمرين أفق زمني لمدة عامين فقط، وهو أمر جيد أيضًا. الشيء الأساسي هو معرفة أهدافك، ووضع خطة مناسبة وتتمسك بها. لسوء الحظ، يميل العديد من المستثمرين إلى المبالغة في رد فعلهم وسط تعطل السوق وذلك لأنهم يحيدون عن أهدافهم. لذلك، من المهم جدًا أن تسأل نفسك ما هي أهدافك الاستثمارية.
ثانيًا، يُنصح بمعرفة أسلوب الاستثمار الخاص بك أيضًا. قد يصعب على المستثمرين المبتدئين تحديد ذلك، حيث من المحتمل أن يتطور أسلوب الاستثمار بالتجربة. ومع ذلك، سيكون من الحكمة التعرف على الأنماط المختلفة ومحاولة اكتشاف أفضل الأنماط التي تناسبك. هل تفضل أن تكون تابعًا للاتجاه السلبي؟ ربما تفضل تطبيق أسلوب الإدارة النشطة. هل تنوي شراء الأسهم فقط بعد أن تحقق الشركات أرباحًا قوية؟ هناك الكثير من الأسئلة التي يجب على المستثمرين طرحها على أنفسهم باستمرار. بالنسبة إلى أساليب الاستثمار، يجب مراعاة الطرق الرئيسية التالية:
-
إدارة المحافظ النشطة مقابل السلبية.
-
استثمار النمو مقابل القيمة.
-
الشركات ذات رأس المال الصغير مقابل الشركات ذات رأس المال الكبير.
يرجى العلم أن البيانات المقدمة تشير إلى بيانات الأداء السابق وهذا ليس مؤشرًا موثوقًا للأداء المستقبلي.
ستعتمد مخاطر المحفظة على أسلوب الاستثمار الذي يتخذه المستثمر. قد تكون بعض الاستراتيجيات أكثر خطورة، ولكن في مثل هذه الحالات يرتفع المعدل المتوقع للربح أيضًا. المصدر: XTB Research، استنادًا إلى Morningstar Style Box.
البحث: المعايير الرئيسية التي يجب البحث عنها
دعونا ننتقل إلى فن اختيار أفضل الأسهم للاستثمار فيها. سنتطرق في هذا القسم إلى أهم العوامل التي يجب على المستثمرين أخذها بعين الاعتبار عند الاستثمار في الأسهم.
القطاعات التي تدركها
في البداية، قد يكون من الجيد استثمارك في القطاعات التي تفهمها وتشعر بالراحة معها. في الوقت نفسه، سيكون من المنطقي تجنب القطاعات التي تبدو وكأنها لغز كامل بالنسبة لك. غالبًا ما توجد أفضل الشركات التي يمكن الاستثمار فيها في الصناعة التي تمثلها. مثال سريع: قد يبحث المهندس عن بعض أسهم التصنيع الجيدة لأنه يتمتع بميزة معرفته بتلك الصناعة جيدًا. يميل العديد من المستثمرين أيضًا إلى شراء الأسهم إذا كانوا يحبون منتجًا لشركة معينة. على سبيل المثال، إذا كنت من محبي شركة أبل وتمتلك معظم منتجاتهم (وبالتالي تدرك عملهم)، فربما يجب أن تهتم بأسهمهم أيضًا؟ فكما ترى، فإن البحث عن أعلى الأسهم لا يقتصر على شاشة الكمبيوتر، إنه أكثر من ذلك بكثير.
النمو والقيمة
ليس عجيبًا أن الشركات ذات الأسس القوية يمكن اعتبارها أفضل الأسهم للاستثمار فيها. ومع ذلك، غالبًا ما يجد المستثمرون أنفسهم على مفترق طرق وسط معضلة أسهم القيمة مقابل أسهم النمو. تمثل أسهم النمو الشركات التي من المتوقع أن تحقق مستويات عالية من نمو الأرباح في المستقبل. أظهرت مثل هذه الشركات في كثير من الأحيان مكاسب أفضل من المتوسط في معدل الأرباح. وفي الوقت نفسه، تمثل الأسهم ذات القيمة عادةً شركات راسخة ذات أسس قوية ونماذج أعمال يمكن التنبؤ بها. قد يكون الحل الأفضل هو التنويع الفعلي وأن تحتوي محفظتك على كلا النوعين من الشركات. لا يزال من المتوقع أن يوفر التعرض الشامل لهما معدل عائد لائق على المدى الطويل، كما سيقلل من إجمالي المخاطر. أكدنا على أهمية التنويع في مقالتنا "تنويع المحفظة - كيفية تنويع محفظة التداول" <رابط>.
التقييم
تقييم الأسهم هو موضوع واسع جدا. إنه أمر بالغ الأهمية لأن المستثمرين المؤسسيين غالبًا ما يبنون قرارهم وفقًا للنمذجة المالية. يجب أن يكون كل مستثمر قادرًا على فهم مقاييس التقييم الأساسية للأسهم مثل نسبة السعر إلى الربح (P/E)، ونسبة السعر إلى المبيعات (P/S)، ونسبة مضاعف قيمة المؤسسة إلى مؤشر إبيتدا " الأرباح قبل الفوائد والضريبة والاستهلاك وإطفاء الدين" (EV/EBITDA) وغيرها. قد يكون تعدد المداخل مفيدًا بشكل خاص لأنه سهل الاستخدام نسبيًا. يعتمد ذلك على فكرة أن الأسهم المماثلة يتم تداولها بأسعار مماثلة. تساعد هذه الطريقة المستثمرين على تقييم ما إذا كانت الشركة يتم تقييمها بأقل من قيمتها الحقيقية أو مبالغ في تقييمها مقارنة بأقرانها.
يرجى العلم أن البيانات المقدمة تشير إلى بيانات الأداء السابق وهذا ليس مؤشرًا موثوقًا للأداء المستقبلي.
مثال على مضاعفات التقييم للشركات المتماثلة. المصدر: معهد تمويل الشركات (enterprisefinanceinstitute.com)
قد يحاول حتى مستثمرو التجزئة بناء نماذج أساسية للتدفقات النقدية المخصومة (DCF) بناءً على افتراضاتهم الخاصة حول بعض الأسهم. قد تجد بعض القوالب بسهولة على الإنترنت، وهي كافية لتعلم تلك الحرفة. حتى إذا لم تتمكن من تكريس وقتك لبناء نماذج من الصفر، فلا يزال بإمكانك الاستفادة من تقارير أبحاث الأسهم للمحللين المحترفين من البنوك الاستثمارية أو شركات السمسرة. عادةً ما تتضمن هذه التقارير سعرًا مستهدفًا وتوصية مناسبة (مثل البيع أو الشراء). ومع ذلك، يجب ألا يركز المستثمرون على السعر المستهدف وحده لأنه يعتمد على افتراضات المحلل. وهذا لا يغير من حقيقة أن المحللين لديهم فهم عميق للصناعة التي يغطونها، مما يعني أنهم قادرون على تحديد بعض العوامل الحاسمة (مثل عوامل الخطر أو الفرص أو نقاط القوة في شركة معينة). قد تكون قراءة تلك التقارير واستخلاص النتائج الخاصة بك خطوة حكيمة.
توزيعات الأرباح
يظل الاستثمار في أسهم توزيعات الأرباح استراتيجية شائعة بين المستثمرين في جميع أنحاء العالم. لاتزال الشركات التي تطمح إلى أن تصبح أعلى أسهم موزعة تحاول باستمرار زيادة توزيع أرباحها لكل سهم (DPS). يمكن أن ترتبط هذه الشركات أيضًا بنظام وسياسة توزيع الأرباح الموثوقة، تدل كلتا الميزتين على احترام الشركة لمساهميها. تتميز أفضل الأسهم الموزعة بعائد مرتفع نسبيًا، والذي يقيس توزيعات الأرباح كنسبة مئوية من سعر السهم الحالي. إلا أنه يجب الأخذ في الاعتبار أن عائد توزيعات الأرباح ينتج عن قسمة أرباح الشركة السنوية على سعر سهمها الحالي. لذا العائد الغير اعتيادي قد يدل على أن الشركة تمر بأوقات عصيبة وأن المستثمرين يبيعون الأسهم. إذا كنت تهتم بهذا الموضوع، فإننا نوصي بقراءة مقالنا بعنوان "الاستثمار في الأسهم الموزعة". <رابط>.
العوامل النوعية
تلعب العوامل النوعية دورًا كبيرًا فيما يتعلق باختيار أفضل الأسهم. لا تنعكس هذه بالضرورة في التوقعات المالية حيث يصعب قياسها. إلا أن لها تأثيرًا عظيمًا على وجهات نظر الشركة. انتبه لهذه العوامل النوعية المهمة أثناء البحث عن أفضل الأسهم للاستثمار فيها:
الخلاصة
قال وارن بافيت ذات مرة: "الاستثمار بسيط ولكنه ليس سهلاً". فالهدف هو شراء أسهم مقومة بأقل من قيمتها ولها إمكانات صعودية كبيرة.. الفكرة بسيطة. ومع ذلك، فإن العوامل النفسية تجعل الأمر صعبًا على أرض الواقع لأن المستثمرين غالبًا ما يتصرفون بطريقة غير منطقية بسبب مشاعرهم. شراء أفضل الأسهم وحده لا يكفي، يجب أن تدع المنطق يسيطر على محفظتك وليس العواطف. لذا، فإن تعلم التمويل السلوكي يميز المستثمرين الأكثر نجاحًا عن المستثمرين الجيدين فقط. وختامًا، تجدر الإشارة إلى أن هناك بعض الأخطاء لا مفر منها، لذا فإن الحرص على التعلم منها هو سمة أساسية للمتداولين والمستثمرين.